Jumat, 02 Oktober 2015

آثار الإسلام في اللغة العربية

إن لهجة قريش تحقق علوا وتفوّقا على سائر اللهجات العربية قبل الإسلام، وأن هذا التفوّق قد توفّر بسبب سيادة قريش الدينية والتجارية والسياسية على سائر القبائل العربية في شبه الجزيرة. فلمّا جاء الإسلام وبدأ الوحي ينزل على الرسول الكريم بلسان قريش كان هذا إيذانا للهجتها بالسيادة المطلقة، وهذه الحالة تتمّ بعد أن عمّ الإسلام وطبّق الآفاق في شبه الجزيرة.
ومن آثار القرآن على هذه اللغة هي :
1.  كان القرآن يحقق للهجة قريش استكمال سيادتها على شبه الجزيرة. فلقد بهر العربُ بلغته، وأعجزهم بأسلوبه، فتأثّروا به. وكانت العامة من العرب كانت لا ترى الرجل بليغا في كلامه إلاّ إذا ضمّ كلامه شيئا من القرآن الكريم.
2.    وحقّق القرآن للعرب لهجة موحّدة طوّت الجزيرة من أدناها إلى أقصاها.
3.    وكان القرآن قد حفظ اللغة العربية من الانقراض، ذلك لأنّ القرآن أتاح للفصحى البقاءَ والدوامَ .
4.  وهناك أثر رابع للقرآن في الفصحى وهو أثر يدخل في صميم تطوّر اللغة وتوسّعها، فلقد اكتسب الفصحى بالقرآن ألفاظا جديدة لم تكن معروفة لدى العرب بمدلولها الذي صبّغها به القرآن الكريم. نحو : الكفر – الإيمان – النفاق – الإشراك – الإسلام – الصلاة – الصوم – الزكاة – التيمّم – الركوع – السجود وغير ذلك من الألفاظ التي ارتبطت بالدين الحنيف وأصبحت مصطلحاتٍ في اللغة والشرع .
5.    أنّ القرآن قد أثّر في اللغة تأثيرا داخليا حيث هذّب من ألفاظها ورقّق من أسلوبها، وأبعدها عن الحوشية وغرابة اللفظ .

ومن آثار الحديث على اللغة العربية هي :
1.  أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو أفصح العرب بلا جدال، وكانت أحاديثه من حيث البلاغة أقلّ درجة من القرآن الكريم، ولكنّها في الذروة العليا بالنسبة لكلام العرب. وقد احتف المسلمون الأوائل واللاحقون وحفظوه مشافهة عن الرسول الكريم واقتفّوا أثره في كلامهم .
2.  وقد ارتبط الحديث بالقرآن لأنّه جاء مفسّرا للكثير من أحكامه، ولهذا ارتبط باللغة، وكان تأثيره فيها جليلا، فقد ساهم مع القرآن في شيوعها وانتشارها.

3.  وكانت للحديث أثر في العلوم التي قامت من أجل القرآن أو العلوم التي أسهم فيها مثلُ علم غريب الحديث وعلم مصطلح الحديث وعلم رجال الأثر، وكذلك مثل علم التفسير والفقه والأصول، وقد أدّى ذلك كلّه إلى مدد جمّ في إثراء النهضة العلميّة التي قامت على أيدي العلماء المسلمين في العصور الإسلامية المختلفة .

0 komentar :

Posting Komentar